الخميس، 12 يوليو 2018
مقتطف من سيرتي الذاتية التي لا أعلم إن كان سيُكتبُ لها الخروج أو إن كانت تُستحق أن تروى من البداية,العنوان سيكون '' ولد الشوابل '' أي بمعنى '' إبن دور الصفيح '' , و سأركز فيها فقط على الجانب العملي... و المهن التي مارستها في صغري....

(جزء من المقدمة )

لم أكن يوما ''ولد الشوابل'' لكن دائما ماكان يطاردني هذا للقب نظرا لقربي من هذا الحي الصفيحي , الذي شُيِّد أيام المستعمر أو بعد خروجه بقليل,أعتذر فقد نسيت التفاصيل و إسم الشخص الذ ي كان أول من اتخذ من تلك البقعة المخزنية المهجورة مكانا لمنزله الصفيحي , كانت جدتي في صغري , مَن حكت لي قصة ذ لك الحي و كيف أتى للوجود , يومها ولِعُزْلتي و تقوقُعي حول نفسي و قِلة أصدقائي, كُنت آتي من المدرسة ملهوفا لسماع قصصها عن المستعمر ,و فترات الجوع أو ماكانت تحب أن تسميه هي '' سي علي و السي عليلو '' بعد أن تحضر لي كوبا شاي بأعشاب مختلفة , و تعطيني حفنة من التين المجفف....
بعد أن لاحظ الناس هذا الشخص الذي قام ببناء قَيْطُونِه أو منزله القصديري أو سمُّوه ما شئتم , حذوا حذوه و التحقوا به هناك و وهكذا يوما بعد يوما , و '' شابولة '' وراء '' شابولة '', اتسعت الرقعة لتُشَكِّل حيا سمي بعد ذلك ب''الشوابل '' , أي العديد من الدور الصفيحية المتراصة بجانب بعضها البعض...
كُنت أغضب كثيرا في المدرسة , أو في فترة مزاولة العمل كبائع '' كرطون '' في السوق الاسبوعي ( و التي ستأ خذ أكبر جزء من هاته السيرة الذاتية ) ,ما إن يناديني أحد المتنمرين بهذا اللقب , حتى أثور في وجهه قائلا إننا نحن فقط قريبون من ذلك الحي و لا نسكن فيه و أطلب منهم أن يأتو معي ليتأكدوا بنفسهم , فبيننا و بين الحي خندق ,وكنت أ فضل أن أ نادى ب ''ولد الكْورنة'' لأ ننا كنا نسكن بجانب مجزرة على أ ن ينادِونني بللقب الآخر , لكن نفوسهم المريضة كانت تستمتع بغضبي ... وأنا هنا لا أنتقص من قيمة أي أحد بل أسرد بمشاعر ذلك الطفل الصغير و ماكان يحسه في تلك الفترة, بل كانت ستكون قصة نجاح ساحقة إن كُنت قد بدأت حياتي في منزل ٍ قصديري في حي صفيحي , لا يقينا حر الشمس و لا نأمن به برد الشتاء.... وانتهت بتحقيق حلمٍ طالما طاردني ,لكن النجاة من سموم ذ لك المحيط بذاته نجاح لأن مصيري لولا توجيهات أبي و أمي كان سيكون إما سجين ذ و سوابق عدلية, أو شاب أنهكت جسده المخدرات للهروب من الواقع ...
ذات مرة نادتني أستاذتي الجميلة والخلوقة , كل الحب لها أينما وُجِدَت اليوم ,قائلة لقد اطلعت على ملفك , عنوانك هو مركز بني أحمد , لا ''الشوابل'' و لا ''الكورنة'' لا تسمح لكلامهم أن يؤثرفيك , إن سألك أحد عن عنوانك قل له وقالتها لي بالفرنسية '' سونطر بني احمد شفشاون ''...و صدقني يا صديقي الآن ربما مر عقد من الزمن على ماقالته لي , لكن كلما سألني أحدهم عن عنواني , أجيبه بما لقنتني إياه أستاذتي ولأني أصبحت محبا للعربية , أقول '' مركز بني احمد إقليم شفشاون '' ....
===========================================

مقتطف من الجزء الاول بعنوان '' بائع الكرطون ''

........ أقصد الناس خجولا بصوت يكاد يكون مسموعا : ''عمي , خالي , خالتي , شريف , شريفة , هل تريد علبة كرطونية تضع فيها السمك '',هناك من يتجاهلني و هناك من يشتري منك و هناك من يصب عليك جام غضبه قائلا : إبتعد عني يا ابن الزنا , أنا لن أشتري شيء فقط انظر بعيني وأشبع '' , وآخر يقول '' هل ترى هذا القَبُّ مشيرا إلى جلبابه , سأضع السمك هنا , هل فهمت و الان ابتعد عن طريقي '' , أما أكثرهم خبثا هو ذاك الذي يلتقط منك العلبة موهما إياك بشرائها و بعد أن يطوف بك بين الباعة يرميها لك على الأرض و يرمقك بنظرة امتزج فيها الخبث مع التشفي ... وسأحكي في احد الفصول قصة ذلك الملعون الذي طاف بي السوق الاسبوعي من اجل درهم و لم يعطيه لي إلا بعد أن تبعته إلى المكان الذي يستقل منه الحافلة التي تقل المتسوقين , مازالت تلك النظرة التي رمقني بها و هو يصعد للحافلة راميا لي الدرهم على الأرض محفورة في ذهني ........
مع نضجي استنتجت أن أفراد الطبقة المسحوقة هم الاكثر حقدا على الآخرين , وإفراغا لغضبهم عليك , حنقهم و غضبهم على الوقت , المجتمع , و القدر الذي لم يكن منصفا لهم ...يحولهم لوحوش آدمية تنفجر في أول فرصة....وجوههم محروقة من آثار أشعة الشمس التي لم تنفع معها طاقية شمسٍ من الدَّوْم , أعينهم غائرة , أياديهم صلبة و متورمة حاملة قشورا يابسة من كثرة استعمال المسحاة و المعول ... حتى أن بعضهم يتباهى بكون جلده قد مات عن طريق إطفاء سيجارة في راحة يده ...
أما النساء فحذاري أن تناديها خالتي او عمتي , رغم صغر سنك إلا أنه وجب عليك أن تطرب مسامعها , ربما ''أختي '' تفي بالغرض تشعرها انها مازالت صغيرة , رغم أعمال المنزل التي جعلت من يداها خشنتا الملمس لعدم إستخدامها أي مرطب أو صابون بتركيبة مرطبة ...
في بداية الامر لم أدري هاته المعلومة , ما إن أنادي خالتي حتى أسمع جملة من قبيل '' إبتعد عني فأنا لست بخالة أحد '' , لكن مع المدة تعلمت الدرس ....
النوع الآخر من الزبائن لا ينالهم إلا ذو حظ عظيم.. يشتري منك العلبة بدرهم و يضيف درهما او درهمين كإكرامية ,, بهذا العمل البسيط يجعل روح الطفل الصغير داخلك ترفرف في السماء فرحا فلقد أضاف ربحا لا بأس به لمدخولك .... غالبية هؤلاء الناس هم أثرياء المنطقة ...يشترون السمك الفاخر نوعا ما و الذي يتجاوز ثمنه الخمسون درهما كالرخويات والقشريات ... تعاملهم لطيف قد يناديك '' تعال يا بني '' ,يتذكرون الوجوه , حتى إن قصدته في الاسبوع القادم يقول لك سأشتري من صديقك فلقد اشتريت منك الاسبوع السابق أو قد يشتري منكما بالتساوي , قد يربت على رأسك بعد أن يدفع مستحقاتك و يطلب منك أن تكون رجلا....
''قد يتبع ''

ولد الشوابل

Posted by mahir
الأحد، 8 يوليو 2018
أول شيء قررت فعله بعد الانتهاء من "القوقعة" ، هو شراء خيارة و التمتع بأكلها ، لا أدري أحسست برغبة شديدة في فعل ذلك ، شدني كيف أن الكاتب في الرواية وقف أمام عظمتها مشدوها بعد تجويع دام لشهور تأملها أمسكها بيديه شمّ رائحتها ، لم ياكلها ، أكتفى فقط بالتأمل و بعد ذلك وضعها بجانب موضع رأسه في فراشه . في بعض الأحيان لا نحس بقيمة الشيء إلا عندما نفقده لذا على الإنسان أن يستمتع بما حوله و يقدر الأشياء مهما بدت بدون قيمة.

القوقعة

Posted by mahir
شكري ناظرا إلي مدرجا بعض الجمل بالعربية : حبيبي ، أصبحت ضخما جدا
أنا :نعم يا صديقي 
هو: إذا يمكنلك تهزم ديناصور بيديك فقط
أنا ضاحكا :
الصراحة ميمكنناش نجربو حيت الديناصورات نقرضو شحال هادي 
شكري : انقرضو بمعنى ماتو 
أنا: نعم
شكري : وشكون قتلهم
أنا : كيقولو جا واحد النيزك كبير و سبب الموت ديالهوم 
شكري : وفين كان الإنسان ، و علاش الإنسان لم يمت مع الديناصور 
أنا: الإنسان أصديقي كان باقي مجاش للأرض فداك الساعة
شكري : وخا توريلي النيزك كيف عامل 
أنا : واخا،أجي معايا 
فتحت صفحة على "جوجل" تبحرنا قليلا و إذا به يسأل : دبا النيزك إلى ضرب الأرض غيموت حتى الإنسان .
أنا : ربما ، خصو يكون كبير ، حيت إلى كان صغير غيحترق فالغلاف د الأرض ، 
هو : الأرض دبا عند الدرع غيحميها حتى من الأسلحة د الفضائين 
و من موضوع لموضوع : أرني القنبلة النووية التي تستطيع تدمير النيزك ، ما هو أكبر كوكب، لماذا كوكب زحل مختلف عن الآخرين بتلك الحلقة ...
فضول الاطفال و تعطشهم للمعرفة لا ينتهي لكن نحن من نجعل منهم مجرد نسخ عنا نقمع أسئلتهم نتهرب منها في بعض الأحيان و في النهاية نتسآل ما بهم .

شكري

Posted by mahir
انها تلك االرائحة الملعونة رقم سبعة عشر , انتهت مجددا , اتعلمين يا "سيمرميس " إن اول شيء اقوم به بعد دخولي المنزل الذي فارقتيه هو رشها في جنباته , بهذا احس انك ما زلت هنا , ما زلت أتذكر ابتسامة للؤلؤ في استقبالي لدى عودتي من العمل ذلك العمل الذي كان سببا في اتخاذك ذلك القرار , أتذكر أول عناق لنا , و كيف لسعتني تلك الرائحة و منذ تلك للحظة أصابتني لعنة عطرك , و السبب اني اسميها لعنة , هو أنك لم تتخلي عنه حتى في اخر لقاء لنا , كنت تضعينه بشدة و كأنه انتقام مني و من حبي له , كنت تضعين ايضا احمر شفاه و كحلا, لطالما اخبرتك ان رموشك اهداب شجرة نخل شامخة و لا تحتاجين لوضع الكحل لكنك كنت عنيدة فسايرتُك , اتساءل وانا انظر اليك هل نال من وجنتين شبيهتين باحمرارهما بحبتي كرز ناضجتين , إن ما يؤلم الرجل بعد الفراق يا صديقي , ليس الفراق بالحد ذاته , لو ماتت أنثاك لو اعتزلت الرجال لكان اهون , بذلك تضمن ان لا احد سيحضى بما حضيت به انت , لكن الامر اكثر من هدا هي مسألة صراع أبدي بين الرجال على من يفوز بقلب حواء , حروب و جرائم اقيمت وارتكبت بسبب حواء , قابيل و هابيل و اول خطيئة في تاريخ الجنس البشري , رومولوس , لانسلوت و الملك ارثر , ممالك و امبراطوريات هدمت و قامت اخرى لعيني حواء , خيانة حواء او تركها لك اعتراف منها على ان هناك من هو افضل منك , لا يهم ان كان يفوقك جمالا او مالا و جاها بالرغم من ان هاته الاشياء هي اكثر ما يدفع المراءة لانهاء العلاقة , المهم لم يعد لك مكان , اتدري ماذا يحدث للاسد عندما يستولي أ سد اخر على زمرته و لبؤته , أول شيء يقوم به الاسد الجديد بعد طرد السابق او قتله هو قتل أشباله , إنه و بهذا العمل يقضي على كل ذكرى جميلة له مع لبؤته و زمرته فلا يبقى للمطرود و هو يجر اذيال الخيبة إلا ان يتيه في السهول بعد ان اهينت كرامته, يضعف , يتهاوى , كانت انثاه هي من تعتني به و تصطاد اما الان فقد فقد هيبته وثقته بنفسه كيف لا و هناك من استباح حرمته , و دمر ارثه الذي بناه , الان لنقم بإسقاط هذا الامر على البشر , الغريب الجديد يحاول محو أي علاقة لك و لماضيك مع أنثاك و هي بدورها تنساك كأنك لم تكن و تبدأ صفحة جديدة معه 
كيف لا و هي وجدت من هو افضل منك في نظرها
….. يتبع
تنظرين إلى عيناي باكية قائلة : تستحق النجاح , ارجوك كن ناجحا ليس من اجلي بل من اجل نفسك , أبادلك النظرات فتطلبين مني أن أتوقف عن فعل ذلك , نظراتي تجعلك تحسين بالذنب ذنب أنك لم تكوني قدر المسؤو لية التي عهدت لك بها و للأ مانة أ نا أيضا لم أ كن . أسألك ألا يكفيني انني أقاتل كل يوم , أليس القتال و محاولة دفع نفسي إلى أقصى طاقتها هو نجاح بحد ذاته , ألا يكفي ما أفعله لنحقق ذلك الحلم , ذلك الحلم الذي لو أن قدرنا كان منصفا لكان حقا من حقوقنا في وطن اخر ..
تجيبين و أ نت تمسحين دموعك : ليس كافيا , ما تفعله ليس كافيا , ثلاث سنوات و نحن معا ماذا حققت ? 
-حصلت على إجازتي , ووجدت عملا .
-هل تسمي عملك كعامل أسلاك كهربائية عملا , هل هذا هو العمل الذي كنا نطمح إليه , هل هذا هو العمل الذي به ستحقق أحلامنا .
-هل تلومينني الان , هل هو ذنبي اني لم اجد عملا يلائم مستواي الدراسي , ربما أنت الشخص الوحيد الذي يعلم المجهود الذي ابذله كل يوم و الابواب التي اطرقها , لكن دائما نفس الجواب و أنا محظوظ إذ وجدت هذا العمل بعد أن تورمت قدماي و مُزق حذائي .
-أعلم , لكنه ليس ذنبي أنا أيضا , انا لا ألومك فأنت ما زلت في بداية مسيرتك , و بعد هذ ه الفترة اكتشفت أني لست على استعداد أن أقاتل معك .
الخطيئة " الحلقة الأولى "
تمشي بخطوات حثيثة بفستان أحمر طويل و حذاء يصدر
صوتا على البلاط كلما خطت ،شعرها أشقر لا مع و عيناها خضراوتان
توزع ابتسامة مجانية على الجميع حاملة في يدها بعض الكتب المدرسية، 
هو صديق لي يجلس بجانبي بمقهى قريب من المدرسة مرتشفا من كأسه شايا قد برد و تغير مذاقه ، في الثلاثين من عمره لم يتزوج بعد، رغم طلبات أمه المتكررة الراغبة في رؤية أحفادها قبل أن ترحل عن هذه الدنيا ، ما إن رأى الفتاة حتى تغير لونه و بلع ريقه
يلتفت إلي قائلا : ملاك في صورة إنسان يا أخي ، أظن أنني وجدت من أسرت قلبي 
فأجيبه ضاحكا : دائما ما تقول هذا 
لا يا صديقي هذه المرة مختلفة لم يعتريني مثل هذا الشعور طوال حياتي البائسة تلك
- أكل هذا بسبب نظرة ، يا لك من بائس 
-لا أدري يا صديقي ، شيء داخلي اهتز
-حسنا حسنا و ما الذي ستفعله الان 
-لاشيء الان، في بعض الاحيان عدم القيام بأي شيء هو أفضل ما نفعله ،ربما سأنتظر اليوم التالي في نفس المكان على أمل أن ألقاها...
مر اليوم الموالي عليه طويلا ثقيلا يعد ثوانيه بدل الدقائق، استبدل الشاي بقهوة سوداء يتجرعها على مهل ،و ينتظر
دقت الساعة الرابعة و حان موعد خروج المتمدرسين من المدرسة ، مر مجموعة من الشباب الحالم في وطن الحلم فيه بحد ذاته كفاح يتبادلون أطراف الحديث ، مواضيعهم كثيرة ، من كرة قدم لدراسة لقوام إحدى الفتيات الممشوق و كأنها مرسومة بريشة فنان حريص على إتقان عملهْ ،يتفرس صديقي في الوجوه على أمل أن يجد ظالته و ما هي إلا دقائق معدودة حتى أطل ذلك البدر لا معا من و سط الحشد ، و ضع صديقي و المدعو سمير قطعة نقدية من فئة عشر دراهم على الطاولة على خلاف عادته غير أبه بأن يأخذها أحد مسببا له مشاكل مع النادل ، و هم واقفا متجها نحوها :
-أنسة يا أنسة 
التفتت إليه الفتاة قائلة : 
هل تعرفني ؟
-لا لكنني رأيتك البارحة من بعيد و اليوم أردت أن أحدثك بموضوع .
وقبل أن ينهي حديثه انصرفت مسرعة الخطوات تاركة إياه يكوى بجمره الخاص ..
الساعة تشير إلى العاشرة ليلا ، يرن هاتفي فأتفقده ، انه ذلك البائس سمير يريد ان يحدثني ، مواضيعه لا تنتهي ماذا يريد هذه المرة .. 
- صديقي محمد أنا أمام باب منزلكم هل يمكن أن تنزل عندي أريد أن أحدثك في موضوع ما .
-حسنا انتضر دقائق و انزل عندك
ماهو الموضوع هاته المرة -
تلك الفتاة التي كنا قد رأيناها البارحة ، لقد حاولت الحديث معها لكنها قد صدتني - 
و ما الجديد في الامر ألم تعتاد على هذا -
-هي مختلفة عن الاخريات 
-يا أخي انت حتى لا تعرفها ، كيف تكون مختلفة عن الاخريات 
-شعور يا صديقي و شعوري هذه المرة غير مخطئ
المهم ما رأيك أنت ؟ 
-ما سأقوله لك هو ابحث جيدا عنها قبل أن تتسرع و تقدم على شيء تندم عليه لاحقا 
-حسنا شكرا سأحاول ، من يصدق انك أصغر مني سنا و ألجأ إليك كلما احترت في أمري 
-لا داعي للشكر ، الان دعني أذهب في حال سبيلي فلدي بحوث أحضرها 
-إلى للقاء 
-إلى للقاء
Tag :

الخطيئة
''الحلقة الثانية ''
إسمها إيمان ، وحيدة أمها ، أبوها تخلى عنها و هي في 
المهد ، أمها تشتغل في مختلف القطاعات لتوفر قوتهم ، تارة مربية ، و تارة أخرى خادمة في البيوت تقوم بمختلف أنواع أشغاله ، من تحضير للطعام ، غسل الملابس و الاواني ، مسح الارضية و تجفيفها ، جلب مقتنيات المنزل ،
تحاول إيمان مساعدتها بين الفينة و الاخرى لكنها ترفض أن يراها الناس تشتغل في البيوت فتكتفي بأن تجلب لها بعض الملابس لخياطتها في المنزل عندما تكون شاغرة و أنجزت وا جباتها المدرسية ، مسكنهم قابع في أحد الاحياء الشعبية حيث يقيمون سوقا أسبوعيا ، ما ينفك يترك أزبالا خلفه تزكم الانفس لكن رغم ذلك يبقى محركا اقتصاديا للمنطقة ، حتى أم إيمان إن لم يكن لها زبائن من نساء أثرياء المدينة تقوم ببيع البقدونس و النعناع صباحا في إحدى البقع التي تكتريها من أحد السماسرة المعروفين بالمنطقة ،
مسكنهم هذا هو نصيب أمها من ألارث بعد أن مات أبوها وتركها في صراع مع أخوتها الذكور وتلك قصة أخرى ، يتكون من غرفة واحدة ، مطبخ صغير ، و مراح تزينه بعض الازهار و النباتات .
المسافة الفاصلة بين المدرسة و مسكن إيمان حافلتان ، تقطع إيمان ما يقارب الثلاث كيلوميترات مشيا على الاقدام قبل أن تصل لموقف الحافلة الاولى تستقلها ما إن تصل حتى تنتظر الثانية لتقلها للمدرسة
"
أنهى كلامه هذا ناظرا إلى بعيد و كأنه يرسم شيء في السماء ، من يدري ربما كان يرسم وجهها
أرد عليه مستغربا
-يالك من مخبر ، كيف علمت كل هذا
-الناس ثرثارة يا صديقي و تهوى الخوض في أعراض الناس هكذا عرفت هاته المعلومات
-ما الخطوة التالية ؟
-سأحدث أمي عنها ، أظن أني أعرف عنها ما يكفي
-هاي ، مهلك يا صاح ، المظاهر خداعةو المعلومات التي جمعتها غير كافية ، فمثلا ماذا لو كانت تريد متابعة دراستها ، ماذا لو كانت تحلم بمغادرة هذا الوطن ، ما هي هواياتها ، ما الذي يغضبها ، مالذي يجعل روحها تطير في السماء فرحا ، إن هاته التفاصيل الدقيقة هي ما يصنع العلاقة ثم انت حتى لم تتحدث معها.
يجيبني ضاحكا :
-ما تتكلم عنه هو العالم الذي رسمه أفلاطون ، أطلنتس
تلك المدينة التي لم و لن توجد ، إن هم الفتاة في وطننا أن تجد سقفا يسترها و ينجيها من ويلات القيل و القال والاصابع المشارة إليها . كيف تزوج أباؤنا و أمهاتنا
- كن واقعيا يا صديقي أنت عاطل عن العمل ، حتى ثمن ابريق الشاي هذا و سجارتك التي تحرق بها ذاتك ، أمك من دفع ثمنها شفقة عليك بعد أن تحججت بنفاذ مسحوق غسيل الملابس و طلبت من أبيك عشرون درهما دستها لك في جيب سترتك
-لم أكن أبحث عن عمل لان لم يكن لي هدفا في حياتي أما الان سأتجه غدا ألى سوق الجملة أحمل البضائع للناس و أشحن الشاحنات بمختلف أنواع السلع فإن لم تنفعني اكتافي العريضة في عمل كهذا فما الفائدة منها ، ثم بعد ذلك بعد أن أجمع رأس مال لا بأس به سأشتري بعض صناديق السردين و أعيد فيها البيع ، هذا كفيل بأن يوفر لي بعض المال لأتقدم لها .
-صديقي لا أريد أن أقف في طريق سعادتك لكني أراك متسرعا
- أي تسرع يا صديقي و أنا أرى أقراني يلهون مع أبنائهم و أنا كل ايامي عبارة عن يوم واحد يتكرر ، إن ذلك المنظر يا صديقي كفيل أن يحدث في قلبي شرخا أكويه بسجارة تقتلني ببطئ
-حسنا يا صديقي ، فليكن خيرا
-لنتمنى
يتبع....غدا على نفس الساعة
Tag :

Blogger news

Popular Posts

Copyright © خواطر شاب -Black Rock Shooter- Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan